(قُصَيْصة)

شابك جحا كفّه في كفّ أخيه وانطلقا إلى حافة العدم، مشتاقان لرؤية الهاوية، يساهمان أيهما يدحض شقيقه في ركل الشقِيَّيْن إلى قاعها.

اصْطفّا خلف الذرات وركبا تقنية النانو، ثم صعدا في السماء، مرا على بيت مليء بالنفايات البشرية، روائحها ترتد على ساكنة الأرض، وكلما ارتفعا في السماء صفا لهما الفراغ إلا من اهتزازات الجاذبية، أمعنا في العروج حتى وصلا حافة العدم.

سبق مَنانا أخاه جحا ورفع رجله اليمنى كما لو كان في مباراة للتكواندو، ثم ركل المشرف على الهاوية، لم يتمكن جحا من مشاركة أخيه الركل ولكنه حظي بمتعة النظر إلى الكبكبة نحو القاع، أطلّ من حافة العدم ينظر إلى الهاوي الغاوي، ثم كايل أخاه في غفلة عنه وهو يصيح: هذه ركلة البغل للكيالي الأخبل، خذها وأنا ابن أبيه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

محمد محمد البقاش

الأندلس الصغيرة في: 19 أبريل 2020م