الرئيسية » كتب وإصدارات


التفكير بالنصوص ( بحث أكاديمي )

الخميس 09-09-2010 07:13 مساء


مقدمة
===

كتاب: "التفكير بالنصوص" دراسة عميقة تنتهي إلى الاستنارة. وهذه الدراسة أكاديمية من حيث التقعيد للنصوص وطريقة فهمها، وكيفية التفكير بها.
وقد تضمنت أربعة نصوص ووقفت عندها، وهي: النص الأدبي، والنص الفكري، والنص التشريعي والنص السياسي.
وقد يقال بأن النصوص ليست هي هذه فحسب، بل هناك غيرها مما لم تتطرق إليه الدراسة. والجواب على ذلك أن هذا الكلام صحيح، غير أنه عند التمعن في جميع النصوص، وعند الاستقراء تبين أن جميع النصوص كيفما كان نوعها، وكيفما كانت تسميتها تنبع من أصلين اثنين لا ثالث لهما في الإنسانية، وهما قاعدتان رئيسيتان في التفكير البشري، ومسألتان أساسيتان في بناء الشخصية الإنسانية.
وعند التدقيق للخروج بوصف للواقع استهدافا للحقيقة، وحصرا لرؤية الانطباق إبعادا للشك والوهم يتضح أن الإنسان عقل ومشاعر، أو إدراك وعواطف، وجميع النصوص تخدمان العقل والعواطف وتعبر عنهما، فكانت النصوص بجميع أنواعها مبنية على هاتين الناحيتين. فالنص الأدبي مثلا نص عاطفي ومشاعري لا يسلم عند بنائه، ولا يجمُل عند إخراج صورته، ولا يطرب عند التعبير عنه إلا إذا استفزّت المشاعر وتم تحريكها بتحسس الواقع أو أثره، أو تصور المعاني في المخيلة، ويدخل في هذا الخيال "العلمي" عند عدم تجاوزه الخيال لأنه يكون أدبا، وهذا الأخير وإن لم يكن لغة العقل، إلا أنه يخدمه ولو بالترويح عنه ساعة بعد ساعة...
وأما النص الفكري فهو القاعدة الأساسية في بناء الإنسانية سواء كان فكرة كلية أو فرعية، وإذا تم التجاوب مشاعريا معه بنيت عند ذلك النفسية الإنسانية (أي هذّبت المشاعر والعواطف وتحددت بالفكر المتبني في العقلية) ثم وضحت معالم الشخصية الإنسانية، وبذلك يظهر أن النص الفكري لغة العقل الشيء الذي يؤكد أن جميع النصوص الأخرى ما عدا النص الأدبي بما فيه النص "العلمي" الخيالي هي نصوص فكرية، وذلك مثل النص التشريعي والنص السياسي، غير أن التفصيلات قضت بضرورة التمييز بينها جميعها، ووضع قواعد لكل منها حتى يتم التفكير بها بشكل سليم لتفهم فهما لما هي عليه، وبالتالي يفكّر بها كما يجب، وإذا سلكت كانت طريقا مسلوكا فعلا، وإذا دُرست أنتجت خلاصة محددة عن كيفية التفكير بها، وهي وإن بدت فروع نابعة عن أصل أو قاعدة إلا أنها يجوز أن تتّخذ قاعدة أو أصلا، تكون قواعد وأصول ولكن شرط الوعي عليها حتى لا تختلط الأمور على المفكر بالنصوص، بحيث لا يجوز له أن يعتمد فرعا إلا إذا تبين له أنه فكرة بقابلية بناء فكر آخر عليها لكي لا يختلط أسلوب البحث مع طريقة البحث، فلا يعد يميز بينهما، لأن الطريقة في البحث لكي تكون طريقة يشترط فيها أن تظهر بأنها كيفية دائمة غير متغيرة في البحث، بينما الأسلوب وإن كان هو أيضا كيفية معينة في البحث إلا أنه كيفية غير دائمة، وهذا هو الذي يميز الأسلوب عن الطريقة.
لقد ورد في لسان العرب لابن منظور أن الأسلوب هو الطريق الممتد، كما أنه الوجه والمذهب. فالسطر من النخيل عنده أسلوب. والحال السيئ الذي يقع فيه أناس معينون هو أسلوب سوء. وأساليب من القول عنده أفانين منه..
ونحن هنا نميز بين الأسلوب والطريقة، نجعل الأسلوب أسلوبا في البحث يتغير من بحث لآخر، ونجعل الطريقة أسلوبا لا يتغير، أي طريقة دائمة للبحث يخاض بها في جميع البحوث، ومن هنا كان النص الفكري من جهة التفكير به، ومن جهة التفكير فيه طريقة معينة تحددت في هذه الدراسة، وكانت أصلا من أصول التفكير العقلي الإنساني، وهذا الأصل تنبثق عنه فروع، كما تبنى عليه أيضا، وذلك مثل النص التشريعي والنص السياسي.. غير أنه دراسة هذين النصين تبين أنهما وإن كانا فرعين من فروع النص الفكر ي؛ إلا أنهما بسبب تحديد طريقة خاصة بكل منهما تتضمن شروطا لابد منها جاز إخراجها عن اعتبار كونهما فرعين إلى اعتبارهما أصلين، وكذلك الشأن بالنسبة للنص العلمي، والسبب في هذا أن كيفية التفكير بالنص الفكري كيفية خاصة، وكيفية التفكير بالنص التشريعي كيفية خاصة أيضا، وكيفية التفكير بالنص السياسي كيفية خاصة كذلك، بالإضافة للنص العلمي...
صحيح أن الطريقة العقلية تتضمن جميع النصوص على اختلاف أنواعها بما في ذلك النصوص العلمية التجريبية، والمعارف الرياضية، ومعارف النفس والاجتماع والمنطق والاقتصاد بشقيه العلمي والمعرفي.. لأن العقل البشري يعتبر ـ وهو اعتبار وحيد شرط سلامته ـ المدبر الحقيقي لجميع العمليات الفكرية التي تحصل منه في نطاق إرادته والدائرة التي يسيطر عليها وتقع فيها الأفعال باختياره فتظهر الإرادة فيما هو إرادي، والإدارة لجميع جوارحه،كما أنه ينكسر لعواطفه وشهواته إذا أراد ذلك مع اعتبارات خارجية، ولا ينكسر إذا أراد ذلك أيضا، ولكن ليس دائما، لأنه يقع في ذات محدودة مما يحتم محدوديته مهما سما، فلا ينشد الكمال المطلق في ذاته إلا إذا اغتر، ولكن دون جدوى نظرا لحتمية ملازمة العجز لكيانه كله عقلا وذاتا، غير أن الأمر عند الملاحظة ـ ملاحظة النصوص ـ أفرز ضرورة التمييز بين سائر النصوص.
إن كتاب ''التفكير بالنصوص'' هو قراءة جديدة للنصوص العربية.
والإنسان العربي متكلم بالنصوص. وكل فرد يستعمل اللغة العربية كتابة وتخاطبا تكون نصوص كلامه عربية، وهي إما أن تكون أدبية، أو فكرية، أو تشريعية، أو سياسية..
وكتاب ''التفكير بالنصوص'' يتناول هذه النصوص دراسة وتقعيدا.
تناول النص الأدبي وبين أنه نص لم يوضع لتعليم الناس الأفكار، بل وضع ليهز مشاعرهم حزنا وفرحا.
وأشار إلى أنه نص في غياب الذوق، وأن هذا الأخير لا يرقى إلا بكثرة القراءة والمطالعة والمران.
وقدم أمثلة على ذلك من شعر ونثر بغية الوصول إلى التذوق، وتبيانا لكيفية سلوك طريقه. وتحدث في صميم الأدب على لسان كليلة ودمنة مرتين، مرة من خلال الأديب الموفق مصطفى صادق الرافعي، وأخرى من خلال إبداع صيغ في نفس القالب وأجري على لسان كليلة ودمنة.
وخلص في نهاية بحث النص الأدبي إلى كيفية معينة رآها إلزامية في فهم النص الأدبي والتفكير به، وحددها في ثلاث عناصر ذكرها.
ثم انتقل إلى بحث النص الفكري، فرأى أن المعارف العقلية هي الأساس في بنائه، وبين المقصود منه، مشيرا إلى أنه مغذ للعقل بالأفكار، وأنه يقف عند حد المعرفة والحقيقة ولا يبالي بالمشاعر، وعند هذه النقطة بالذات ظهر وجه التمييز بينه وبين النص الأدبي، كما بيّن أنه لن يفهم بدون وجود معلومات سابقة عن موضوع النص بسبب كونه وُضع للتعبير عن واقع معين سواء كان ملموسا أو محسوسا، أو كان أثرا من أثار المحسوس كالخدمات من مثل خدمة النجار والإسكافي والحداد والطبيب والمهندس... وتيسيرا للفهم ضرب أمثلة كثيرة.
فجاء بلفظين عربيين يتضمنان تناقضا حقيقيا من وجه لا يخرج عن الفهم اللغوي ويشترط فيه الرجوع إلى الوضع، ووجه واقعي يعبر بالدلالة على الواقع، وهي دلالة فكرية.
وأشار إلى الروح واضعا معانيها الكثيرة يناقشها واحدة واحدة، وناقش القيادة الجماعية كفكرة سياسية في الفكر المادي والفكر الرأسمالي الديموقراطي والفكر الإسلامي، وتطرق إلى الحكم بالمعنى الاصطلاحي وناقشه، وجاء بالمجتمع من جهة التعريف وناقشه من ناحية نشوئه والمحافظة عليه وتغييره، ثم اشترط لفهم النص الفكري ثلاثة شروط ذكرها.
وتطرق إلى الفلسفة اليونانية والمنطق اليوناني كنصوص وما فعلته من تشويش على العقلية الإسلامية، وكذلك نصوص الفلسفة الرأسمالية منذ الثورة الفرنسية، ثم الفلسفة الاشتراكية..
وأخيرا أوجب إدراك واقع الفكر إدراكا يحدده ويميزه، كما أوجب تصور مدلوله تصورا صحيحا حتى يتأتى اتخاذ الموقف الصحيح، وقياس الفكر على القاعدة الفكرية الأساسية التي يتبناها الإنسان، وخصوصا القاعدة الفكرية الإسلامية.
ثم انتقل إلى أمرين اثنين ذكرهما في مدخل الدراسة. ثم انتقل إلى حاجة المفكر بالنص التشريعي فقال بأمور ثلاثة أوجبها عليه وجوبا تاما.
ثم ميز بين أمر الاستنباط، وبين أمر أخذ الحكم الشرعي كغاية محددة من التفكير بالنص التشريعي، ثم أوضح التفكير بالنص التشريعي من جهة المعرفة مجرد معرفة..
وقال بعدم الاستخفاف به والتسرع في تناوله بهذا الشكل مما أظهر نتائج خاطئة غير مرغوب فيها ذكر استنتاجات بعضهم في بحث التأمين والضمان..
وأخيرا جاء بما يتطلبه التفكير بالنص التشريعي من معلومات تربط بالواقع، وهي معلومات معينة محددة ومميزة، وأخرى كافية لمعرفة الحكم الشرعي، أو لاستنباط الحكم له.
وانتقل إلى بحث النص السياسي منطلقا من الإشارة إلى اختلافه عن سائر النصوص الأخرى ولو أنه من نوع التفكير بالنص الشريعي، غير أن الاختلاف تأتى بسبب كون النص التشريعي لمعالجة مشاكل الناس، بينما النص السياسي وضع لرعاية شؤونهم.
وأشار إلى جانب هام في النصوص السياسية أخرجه إلى اعتباره علما، ولم يبقه في مجال المعرفة السياسية، وهو العلوم السياسية والأبحاث السياسية، لأن التفكير السياسي الحق كما ذكره الكتاب هو التفكير بالوقائع الجارية، والحوادث الجديدة، والأخبار، وهذا الأخير أعلى أنواع التفكير. والتفكير بالنص السياسي وإن شمل العلوم السياسية والبحوث السياسية غير أنه لابد من إبعادها لأن الغاية ليست إيجاد علماء، بل خلق سياسيين...
وناقش الكتاب بعض النماذج من الأفكار التي تضمنتها العلوم السياسية عند الغرب والشرق، بدأ بفكرة القيادة الجماعية المتمثلة في مجلس الوزراء عند الطرف الأول، والمتمثلة في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي أو في المكتب السياسي للحزب عند الطرف الثاني مبرزا أسباب نشوء هذه الأفكار، كما تطرق إلى بحث السيادة عند الفرقين..
وتطرق إلى السياسة الانجليزية وناقش بناءها على: علاقة إنجلترا بأمريكا. وعلاقتها بأوروبا. وعلاقتها بالدول التي كانت مستعمرات لها أو ما يسمى بالكومنولث معرجا على خطتها التي رسمتها لنفسها لتكون بها قوية.
ثم تطرق إلى بحث السياسة الأمريكية قبل الحرب العظمى الأولى، وسياستها بعد الحرب العظمى الثانية مبينا قاعدة من قواعد سياستها المعمول بها منذ الحرب العظمى الثانية وإلى يومنا هذا، ويتوقع أن تستمر إلى غاية ضمور أمريكا، أو إرغامها على الرجوع إلى مبدأ مونرو وهي: حماية أمريكا والدفاع عنها من كل خطر يتهددها.. والاستغلال، استغلال الشعوب والأمم لصالحها.
ثم انتقل إلى بحث السياسة الفرنسية مبنيا قيامها على العظمة، مشيرا إلى خطتها الدائمة التي وضعتها والمتجلية في السيطرة الثقافية..
ثم انتقل إلى بحث السياسة الروسية وأوضح أربعة فصول قامت عليها وقامت في كل فصل منها بدور يختلف عن الدور الآخر.
هذا فيما يتعلق ببحث العلوم السياسية التي تطرق إليها الكتاب.
أما التفكير السياسي بالحوادث الجارية والوقائع القائمة والأخبار فهو التفكير الصحيح الذي يجب أن يكون، وبه يصير المرء سياسيا حقا، وبغيره لا يكون سياسيا، بل يكون عالما بالسياسة يصلح لسرد وقائع التاريخ السياسي.. وإذا جمع بينهما كان ذلك عاملا مساعدا جدا على الفهم السياسي..
وهذا التفكير وضعت له خمسة أمور مجتمعة لا يجوز فصلها عن بعضها لحظة واحدة، وقد ذكرها الكتاب بالتفصيل.
وانتقل إلى حاجتنا الماسة لاقتعاد المكانة الحقة للسياسي الحق الذي يفهم ما يدور ويجري ولو كان ذلك في غرفة مغلقة وبسرية تامة، وذلك بفضل وعيه السياسي، ومن خلال تتبعه اليومي، وأخذ الظروف والملابسات للحوادث التي قامت فيها، والأخبار التي قيلت وأذيعت مؤقتة بها، ومعرفة أماكن الصراع، وما يتصارع بشأنه، والقواعد الفكرية لكل أمة أو شعب يؤثر في الموقف الدولي، أو يحاول ذلك، ولا يسار إلى هذا إلا بالتثقيف السياسي.
وانتقل إلى خطر كبير نبه إليه حتى لا نقع فيه وهو التجريد والتعميم والقياس الشمولي واعتبره من سوء التفكير السياسي، وهذا الأخير كما أشار إليه الكتاب كان سببا لكثير من الويلات والمصائب التي تعرضنا لها، وتعرضت لها كثير من شعوب الدنيا، وضرب مثلين على ذلك من وقائع الدولة العثمانية ووقائع الدولة الشيوعية الروسية.. وحذر من مغبة الوقوع في مثل ما وقعت فيه الدولة العثمانية بسبب سوء تفكيرها السياسي لبلاد الشرق الأوسط أو مشكلته..
ثم انتقل إلى ضرورة التفكير السياسي من الأفراد إلى الجماعات نظرا لفائدته الكبرى، وقوته التأثيرية على مجريات الأحداث.. وهو التفكير الجماعي..
ثم انتقل إلى بحث كيفية وجود التجربة السياسية، وحدّدها في نقطتين لم يغفل ذكرهما.
وتطرق إلى السياسة الخارجية واعتبرها أصلا من أصول العمل السياسي والتفكير السياسي عند الدول المؤثرة، أو التي يراد لها أن تكون مؤثرة في القريب العاجل أو الآجل، وما السياسة الداخلية إلا تبع للسياسة الخارجية يجب أن تصاغ لتحقيق الأهداف الخارجية..
وأخيرا أوضح أن التفكير السياسي الذي يفيد هو التفكير في الحوادث الجارية والوقائع السياسية والأخبار، كما أضاف أنه لا يشترط فيه التعليم بحيث يمكن إيجاد حشد عظيم من السياسيين إذا انتشر التثقيف السياسي ولو بطريق السماع، وبه يضرب القول الذي يقول بوجوب التعلم حتى يكون المرء سياسيا، فالواقع المعاش يكذب هذا بوجود سياسيين من مختلف شرائح المجتمع ومنهم من هو على درجة عالية من الوعي لا يتمتع بها كثير من المتعلمين بما فيهم الصحفيون.

 

 التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي الموقع


  المشاركة السابقة : المشاركة التالية

إضافة تعليق سريع
كاتب المشاركة :
الموضوع :
النص : *
 
TO  cool  dry 
عربي  mad  ohmy 
huh  sad  smile 
wub 

طول النص يجب ان يكون
أقل من : 30000 حرف
إختبار الطول
تبقى لك :



 

   ابحث في الموقع


 

   اصدارات الجيرة


 

   مرئيات

القرآني احمد عبده ماهر يكذب على ابن عباس فينسب إليه شرح "غاسق إذا وقب" بمعنى الذكر إذا انتصب
رسالة إدانة إلى قاتل أطفال غزة جوعا السفاح عبد الفتاح السيسي بواسطة سفيره بالرباط
عناصر النجاح والفشل في إضراب رجال التعليم بالمغرب https://www.youtube.com/watch?v=sBHRtH_9ywo

 

   تسجيل الدخول


المستخدم
كلمة المرور

إرسال البيانات؟
تفعيل الاشتراك

 
 

الأولى . أخبار متنوعة . قسم خاص بالأدب المَمْدَري . القسم الإسباني . الكتابات الاستشرافية في السياسة والفكر والأدب . ثقافة وفنون
كتب وإصدارات . تحاليل سياسية . تعاليق سياسية . بريد القراء . سجل الزوار . من نحن . اتصل بنا

المواضيع والتعليقات المنشورة لا تمثل بالضرورة رأي الموقع، و إنما تمثل وجهة نظر كاتبيها. ولن يتحمل الموقع أي تبعة قانونية أو أخلاقية جرّاء نشرها.

جميع الحقوق محفوظة © 2009 - 2010 طنجة الجزيرة

تصميم وتطوير شبكة طنجة

ArAb PoRtAl