فاجعة العمال في طنجة وكذب القنوات الفضائية
وأنا أستمع إلى أخبار القناة الفضائية المغربية؛ الأولى، لفت نظري قول المذيع أن الوحدات الصناعية التي حصلت فيها الكارثة قد كانت سرية، واستمعت أيضا إلى القناة المحرضة على الحرب بين الجزائر والمغرب في تناولها المغرض مشكلة الصحراء الغربية؛ ميدي 1 وهي تردد ما قالته القناة الثانية في ظهيرة اليوم أن المعمل يقع في المرس وهو ليس كذلك، لا يهم الخطأ في تحديد المكان لأن كليهما لا مصداقية له، ولكن الخطأ هو في التجني على الحقائق والكذب على الناس وتحويل انتباههم عن القضية الأم.
والسؤال المطروح هو:
من رخص لهذا المعمل؟
وإذا كان المعمل يعمل سريا فأين المقدم والشيخ ورئيس الملحقة الإدارية ولهم علم به وبغيره من المعامل التي توجد بالأحياء الشعبية؟
نحن نعلم أن السلطات المحلية لا يخفى عليها شيء من ذلك، وفي طنجة معامل كثيرة من هذا النوع فلماذا سمحت لهذه الكارثة بالوقوع؟ أليس المتسبب في الكوارث بإهماله يكون مسؤولا بكيفية ما عن الكارثة؟ أليس إقامة أحياء عشوائية يكون على مرأى ومسمع من السلطات المحلية فلماذا يتم إقامتها؟ أليس ذلك بسبب الرشاوي الخبيثة التي أفسدت كل شيء في المغرب؟ من رخص لبناء السراديب وهي تحت قنوات مياه الصرف الصحي؟ هل تمت مراقبة السراديب وتهيئتها لمواجهة مثل هذه الكوارث؟ أين كانت السلطات المحلية ورجال المطافئ وشركة فيوليا أمنديس ومفتشية الشغل حين استغاث العمال واتصلوا هاتفيا من أجل إنقاذهم؟ أليس هذا إهمالا؟ والإهمال أليس جريمة؟
رحم الله الأموات الذين قضوا دون انتقاص من أعمارهم شيئا، ورزق أهلهم وذويهم الصبر، والمصاب الذي أصابهم يشترك فيه كثيرون وهم ممن ذكروا وممن غفلت عن ذكرهم، فلعن الله كل مقصِّر يتسبب في ظلم الناس، وقبّح الله كل مهمل ومرتش يتسبب في القتل وإن كان عن غير قصد، ولا يبقى إلا التوجه نحو المحاكم لمتابعة جميع المتسببين في هذه الكارثة لنرى عدالة المحاكم أو ظلمها هي الأخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 08 فبراير 2021م