بسم الله الرحمن الرحيم
رد على عدنان إبراهيم في التفريق والتمزيق بين المسلمين
أي من الإثنين يجب أن نكون السنة أم الشيعة؟
إن أي بحث من أجل الوصول إلى الحقيقة يتطلب الدقة والتحديد من أجل الفهم أولا، ثم استنتاج ما سيتمخض عنه البحث المبني على بحث قبله، فتحديد مفهوم السنة يذهب بنا إلى القرآن الكريم في أمره وفرضه اتباع النبي صلى الله عليه وسلم، فاتباع الرسول واجب ولا نقاش فيه إلا في باب التفصيل بين الواجب والمندوب والحرام والمكروه والمباح، أما في المجمل فاتباع النبي واجب بحسب ما جاء به، فإن أمر بإتيان الفعل على سبيل الوجوب كان الفعل واجبا يثاب فاعله ويعاقب تاركه وهو الفرض، وإن أمر بإتيان الفعل على سبيل الندب كان مندوبا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه، وإن نها على سبيل الجزم كان حراما يثاب تاركه ويعاقب فاعله، وإن نهى نهيا غير جازم كان مكروها يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله، والمباح هو التخيير بين الفعل والترك، ومن جهة أخرى فالسنة هي الوحي مثلها مثل القرآن، والفرق بينهما أن وحي القرآن باللفظ والمعنى، ووحي السنة بالمعنى واللفظ من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا داعي للدخول في مناقشة اختلاف لفظ الحديث ووجود ألفاظ لغير رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالمأمور به هو المعنى، وعليه كانت السنة وحيا من الله عز وجل فهي الدين كما القرآن دين، واتصافنا بها هو اتصاف بالدين أيضا.
أما التشيع فهو دين آخر من جهة، فليس هو مذهبا إسلاما لأنه يقوم على عقائد مخالفة لعقائد المسلمين، فالمذهب الجعفري كما يسميه كثيرون هو مذهب لجعفر الصادق رحمه الله وهو محفوظ عند علماء المسلمين من أهل السنة، أي من أهل دين الإسلام، أما الشيعة فقد كذبوا عليه ونسبوا له ما لم يقله، واختلقوا على لسانه آلاف الأحاديث المكذوبة فكان جعفر عالمنا نحن وعالم الدين الإسلامي والسنة وليس عالمهم، وكان عند الشيعة غيره عندنا.
التشيع دين مؤسَّس من طرف أناس نصّابين على رأسهم العمري وابنه وابن روح والسمري، وإذا لم نعتبرهم نصابين وهم كذلك يجدر بنا أن نعي وعي الفطن ونعلم علم اليقين أن التشيع ليس وحيا وهذا كاف لإدراك كونه دينا غير دين الإسلام.
إن القول باعتبار ما ورد عن آل البيت هو الدين، واعتبار ما ورد عن اثني عشر رجلا منهم هو الدين قول لا يمت إلى التعقل بصلة، ولا يقول به عالم، فهو استغباء للعقل، ويكفينا رؤية الغباء في الشيعة حين اعتمادهم على أقوال لا يدعمها القرآن ولا الرسول صلى الله عليه وسلم، وهم معذورون لأن غباءهم صناعة المعمّمين، وعليه كان التشيع نفاق، وكان عدنان إبراهيم في محاولته توحيد السنة والشيعة محاولة جمع الماء بالنار ثم حصول وئام بينهما، كان شبيها بمحاولة جمع ما تنافر من قطب المغناطيس مع ما تنافر من القطب الآخر، فالمتنافر لا يجتمع بالمتنافر، هذا لا يكون، فمحاولاته فاشلة لأن نشر التشيع بالأسلوب الذي اختاره عدنان لا ينطلي على فرسان أمة محمد صلى الله عليه وسلم وعلمائها ومفكريها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 30 ــ 08 ــ 2018م