من يمنع القطاع غير المهيكل من خرق الحجر الصحي؟
بدا على القطاع غير المهيكل في مدينة طنجة خاصة تململ شديد سيفقد تماسكه في الحجر الصحي وسيسقط، وسقوطه ينتهي به إلى الشارع متظاهرا يطالب بالخبز والمؤونة، وهذا القطاع قد تم ترتيبه بعد القطاع الذي يملك ما يسمى بالرميد.
إن كثيرا من المغاربة قد غلبتهم البطالة، وإن كثيرا منهم يقتاتون على دخلهم اليومي، والمياومون كثيرون تعرفهم السلطات ويعرفهم الجميع، هؤلاء الناس في ظرف الحجر الصحي قد مُنِعوا من مزاولة أعمالهم لأنه لا وجود لمن يستغل جهدهم كسائقي الأجرة وغيرهم، ولا وجود لمن يستغل حرفهم كالبنائين وغيرهم.
والمسؤولون إذا لم يتداركوا أخطاءهم في التعاطي مع هذه الشريحة من المجتمع فسوف يتسببون في مشاكل نحن في غنى عنها، سينسفون التضامن الذي أبداه المغاربة جميعا ضد فيروس كورونا، ولكن الشيء الذي يجب أن لا يغيب عن ذهن أيّ كان هو أن الجائع لا يمكن إيقافه حين يندفع لجلب ما يقتات عليه، فإذا لم يُؤْخذ هذا بعين الاعتبار وبسرعة فاللّوم يقع على المسؤولين بالدرجة الأولى، والقمع للجياع ولأصحاب المِعَد الخاوية إذا تمّ النظر إلى أبعاده سينتهي بهم إلى السجن ظلما وعدوانا، ولكن مع ذلك يكون السجن لهم أفضل من المكوث في البيت، يكون الالتزام بالحجر الصحي في السجن أفضل من البيت وأولى لأنهم لن يجوعوا داخل السجن، ومع ذلك لن تقف المعاناة بسجنهم لا قدر الله، إذ للموقوفين أهل وبنون خلّفوهم خلفهم جياعا بمِعَدٍ خاوية، فكيف يتم التعاطي مع معاناتهم؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة بتاريخ: 28 مارس 2020م