الاتحاد الأوروبي يوجه ضربات لروسيا وأمريكا تحجم عن التدخل العسكري فلماذا؟
موقف الاتحاد الأوروبي موقف يدل على عدم قدرة الاتحاد على المواجهة العسكرية ضد روسيا، وهذا جليّ، ولكن العزف على وتر الضربات القوية ضد أشخاص وكيانات وبلاروسيا، واتفاق القادة الأوروبيين على فرض حزمة من العقوبات على روسيا في الطاقة والمال والصادرات.. ومراهنتهم على كلفة الاقتراض على روسيا وما ينتج عنها من تضخم بحسب توقعهم؛ يدل على إفلاس سياسي وخَوَرٍ عسكري ذلك أن الضربات الأوروبية يجب أن تكون من جنس الضربات الروسية العسكرية وليس الاقتصادية، فقد ترد روسيا بالمثل على ضرباتهم المضربية كحظر تسيير الرحلات ومنع الطاقة وغير ذلك، فليست هي دولة إيران.
روسيا ضربت وتضرب عسكريا فأن الفأر ماكرون الذي يتبجح ببعث قواته العسكرية إلى بحر البلطيق أو دوله؟ هل سيبعث بقواته مثلما يبعث بها من باريس إلى ليل؟ أين الجرذان الأوروبيون؟ أما خذلهم الرئيس الأمريكي بايدن حين أعلن عدم انخراط بلاده في أي عمل عسكري ضد روسيا؟ ألا يدل ذلك على تفاهم وهو الذي دعا الرئيس الأكراني إلى اللجوء إلى بلده؟ أليست هذه إشارة سياسية على أن العملية محسومة لصالح روسيا وبرضى أمريكي على مضض؟
إن عملية بوتين تدخل في خانة حماية المجال الحيوي لروسيا وهذا متفق عليه بين روسيا وأمريكا، بل متفق عليه في عهد الاتحاد السوفييتي على عهد خروتشوف وكينيدي، وروسيا وريثة للاتحاد السوفييتي، ومع ذلك فأمريكا تعمل على نكث العهود والمواثيق التي أبرمتها مع الاتحاد السوفييتي وروسيا ولكنها لا تعمل من أجل ذلك مباشرة إلا قليلا، بل تدفع الأوروبيين إلى غايتها سياسيا وعسكريا، وهذه الحرب من ضمن ذلك، ولكن بوتين يدرك أن أوكرانيا هي الحديقة الخلفية المطلة على أوروبا من بولندا وغيرها ولذك لن يسمح لأكرانيا أن تكون عضوا في الناتو والاتحاد الأوروبي لأنها سياج لحدوده مع بعض دول أوروبا الشرقية التي يتوسع فيها الناتو، وانظروا إلى موقفه من شبه جزيرة القرم فهي بوابة في البحر ويريد بوتين البحر الأسود من ثلاث ضفاف، وإذا أصر الغرب ويبدو أنه مصر ويسعى إلى الهدف؛ فإن روسيا ستعمل على منعه، والحرب عمل من أجل ذلك، فتغيير النظام في أكرانيا والإتيان بالبديل الموالي لروسيا هو الحل ولا حل غيره، وبه ترتدع أوروبا وتدخل قرونها كالحلزون.
وخلاصة القول يجب ألا يفهم من كلامي أنني أمدح روسيا أو أتفق معها على سياستها، كلا، فبوتين في حقنا مجرم عن اقتدار في سوريا باتفاق مع أمريكا ونيابة عنها في الحفاظ على العميل الشيعي النُّصَيْري بشار الجحش، ومجرم أيضا في الكثير من الاعتداءات على إخواننا من شعوب أسيوية، ولكن ما سقته يقتضيه التحليل السياسي.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
محمد محمد البقاش
طنجة في: 25 فبراير 2022م الساعة: 17 ,52h مساء بتوقيت المغرب
mohammed.bakkach@gmail.com
+212671046100